بعد سبع سنوات على وفاته، تحوط البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني "عبادة شعبية" لم يعد يمكن انكارها، في وقت يتلقى الفاتيكان رسائل عن "نِعَم" لا تفسير لها حصلت بشفاعته، على ما اعلن طالب
دعوى تقديس البابا المونسنيور شلافومير اودر.
جاء هذا الاعلان، في وقت كان البولونيون يحتفلون بذكرى "البابا" البولوني "الخاص بهم"، في أمسيات وقداديس ومسيرات في 2 نيسان 2012، مصلين من اجل اعلان قداسته بسرعة، بعدما كان البابا بينيديكتوس السادس عشر احتفل بتطويبه في ايار 2011. وفي وارسو، اجتمع آلاف، رغم البرد، في ساحة بيلسودسكي. وأحضر المؤمنون معهم المصابيح والأعلام البولونية وأزهار الخزامى البيضاء والصفراء التي ترمز إلى البابوية، في وقت عرضت أمامهم ذخيرة من ثوب البابا الكهنوتي ملطخة بالدماء.
كذلك، تجمع مئات أمام مقر مطرانية كراكوف تحت "النافذة البابوية"، التي اعتاد البابا الراحل أن يطل منها ليخاطب الحشود خلال زياراته لبولونيا. وفي مدينة فادوفيتشي، مسقط البابا، لم ينظم أي احتفال رسمي هذه السنة، واكتفى المؤمنون بالمشاركة في قداس في الكاتدرائية التي شهدت عماد البابا. وعلى قمة أحد جبال بيسكيدي، أشعل الأهالي النار مساء.
لطالما حظي البابا الطوباوي بشعبية كبيرة، قبل موته وبعده. واذ يأمل مؤمنون كاثوليك كثيرون باعلان قداسته في اسرع وقت ممكن، بعدما اقرت دعوى تطويبه في وقت قياسي، يلاحظ المونسنيور اودر، وهو بولوني، ان من ابرز الجوانب اللافتة للعبادة الشعبية التي تحوط البابا "الزيارات المستمرة لقبره" في الفاتيكان، و"الحج بذخائره التي فرضت نفسها بطريقة عفوية".
الامر بدأ، على ما يقول في حديث الى "راديو الفاتيكان"، "بمشاركة ذخيرة له- عبارة عن قطرات من دمائه محفوظة في قارورة- في أيام الشبيبة العالمية التي عقدت في مدريد (آب 2011). وتواصل الامر مع حج دولي لذخائره. وكانت المرحلة الاولى في المكسيك، ثم كولومبيا. واليوم صارت في نيجيريا".
في شكل او بآخر، يعكس "ترحال" ذخائر البابا "نشاطه عندما كان على قيد الحياة، والبعد الدولي لدوره"، يقول. واليوم، ينتظر المعنيون "اشارة من الله للمضي قدما في عملية تقديس البابا. والاشارة هي ان تحصل معجزة".
حاليا، ترد الى اودر "اشارات" عديدة من مختلف ارجاء العالم الى "نعم منسوبة الى شفاعة البابا الطوباوي، "وبعضها مثير للاهتمام"، على قوله. وما ينتظره هو توثيق هذه الحالات، من اجل اجراء درس معمق لها، "كي نجري تمييزا جيدا لها"، مؤثرا عدم الكشف عن اي منها.
ثلاثة معايير أساسية ملزمة لاقرار الفاتيكان بحصول معجزة: اولا وجوب أن تكون فورية، ثانيا ان تكون دائمة، وثالثا لا تفسير علميا لها.